الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
الحديث المضطرب
وَذُو اخْتِلافِ سَندٍ أَوْ مَتنِ | مُضطَرِبٌ عِنْـدَ أُهيلِ الفَن |
قوله:
(وذو اختلاف سند أو متن... مضطرب عند أهيل الفن).
(المضطرب) هو الذي يقع فيه اختلاف في أَلفاظه، يقال: اضطرب الرواة في هذا الحديث، فرواه بعضهم كذا ورواه بعضهم كذا، ولم نستطع أن نرجح راويا على راو، ويعد الاضطراب قادحا في الحديث مسبّبا اطِّرَاحه، ومثّلَ له ابن القيم اسم> بحديث أبي هريرة اسم> الذي في ( السنن ) ، (والمسند ) في صفة الصلاة رسم> إذا سجد أَحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه متن_ح> رسم> وقال: إن هذا حديث مضطرب، رواه بعضهم: رسم> وليضع يديه قبل ركبتيه رسم> ورواه بعضهم بالعكس: رسم> إذا سجد أَحدكم فليضع ركبتيه قبل يديه، ولا يبرك كبروك الفحل رسم> وبعضهم حذف الجملة كلها واقتصر على: رسم> فلا يبرك كبروك الفحل رسم> ولم يذكر اليدين والرجلين، وبعضهم رواه: رسم> إذا سجد أحدكم فليضع يديه على ركبتيه رسم> ولم يقل: قبل ركبتيه، وقال بعضهم: رسم> كالبعير يضع ... رسم> إلخ ذلك من الروايات، فجعل هذا اضطرابا يقدح به في الحديث.
فالمضطرب ضعيف؛ حيث إننا لا ندري نأخذ بهذا أَم بهذا أَم بهذا، فيطرح الحديث فنقول:
المضطرب هو: الذي يختلفُ فيه الرواة، فَيروُونه على وجوه مُحتَمِلة، فلا نرجح هذا على هذا، بل يُتَوَقَّفُ في قبوله كله ويعدل إلى غيره، فإن كان أصل الحديث محفوظا في الصحيحين مثلا ثم حصل اضطراب فيما بعد في السند أو في المتن فإنه لا يضر، وأكثر ما يكون الاضطراب في السند؛ حيث يبدل راوٍ براو، ويوصل مرة ويقطع مرة، فيقال: هذا مضطرب السند، ولا يضر الاضطراب في الإسناد إن كان أصله محفوظا وحَدَثَ الاضطراب متأخرا.
مسألة>